ما وراء كورونا: اكتشافات الفيروسات تغيِّر وجه علم الأحياء

ما وراء كورونا: اكتشافات الفيروسات تغيِّر وجه علم الأحياء

Nature Arabic Briefing



Nature Briefing نتعرف هذا الأسبوع على السلالات اللا نهائية من الفيروسات، ونحتفل مع الصين بإعلانها دولة خالية من الملاريا، ونكتشف أن جرعة لقاح واحدة قد تكفي لحماية المتعافين من «كوفيد-19».

صور مُلتقطة بواسطة التصوير المجهري الإلكتروني زائف الألوان لأنواع مختلفة من الفيروسات تظهر تنوعها من حيث الحجم والشكل. يمكننا أن نرى فيروسات بكل الأشكال والأحجام، فنجد على سبيل المثال الفيروس المحاكي العملاق (أعلى اليمين)، والعاثية البكتيرية الشبيهة بمركبة الهبوط على سطح القمر (في الوسط). التُقطت الصور بواسطة التصوير المجهري الإلكتروني زائف الألوان (الأحجام ليست حقيقية). الصف العلوي من اليسار إلى اليمين: فيروس الجدري، فيروس Acidianus الشبيه بالزجاجة، الفيروس المحاكي Acanthamoeba polyphaga. الصف الأوسط من اليسار إلى اليمين: الفيروس المسبب للسعار، العاثية البكتيرية T4، فيروس الروتا. الصف السفلي من اليسار إلى اليمين: فيروس الإيبولا، فيروس تبرقش التبغ، فيروس نقص المناعة المكتسبة-2. (SPL; M. Häring et al./J. Virol.; E. Ghigo et al./PLOS Pathog.; Frederick A. Murphy/CDC Global) اكتشافات الفيروسات تغيِّر وجه علم الأحياء

يقدّر علماء أن هناك نحو 1031 جسيمات فيروسية منفردة تعيش في المحيط كل الأوقات، وهو ما يعادل عشرة ملايين ضعف العدد التقديري للنجوم المعروفة في الكون. غير أننا لم نحدد سوى 9110 من أنواع الفيروسات فقط. والآن، أصبحنا نشهد طفرة في عملية التصنيف الفيروسي، بفضل التغيرات التي سمحت للعلماء بتقييم الفيروسات بناء على جينوماتها، بدلًا من استزراعها هي ومضيفها. وتغذّي ثروة المعلومات هذه موجة جديدة من الاكتشافات تتمحور حول كيفية قيادة السلالات اللا نهائية من الفيروسات للتطور من خلال نقل الجينات بين العوائل المضيفة.

جرعة لقاح واحدة قد تكفي لحماية المتعافين من «كوفيد-19» تتنامى الأدلة التي تشير إلى أن كثير من الأشخاص الذين تعرَّضوا سابقًا للإصابة بعدوى فيروس كورونا قد يكونون في غنى عن تلقي جرعة ثانية من اللقاحات التي تعتمد نموذج الجرعتين، دون التعرض لخطر من جراء ذلك. ويمكن لهذه النتائج أن تساعد على توسيع نطاق وصول إمدادات هذه اللقاحات الشحيحة، كما أنها بدأت بالفعل في التأثير في سياسات التطعيم ببعض الدول. لكن تبقى هناك أسئلة عالقة، ترتبط بما إذا كانت هذه النتائج تنطبق صحتها على جميع الأفراد وجميع اللقاحات، أم لا، وهو ما له تداعيات على الإجراءات التي ينبغي لواضعي السياسات اتخاذها للتصدي للوضع.

الوقوف على سر حادثة ميانمار المفجعة في دراسة هي الأولى من نوعها التي توثِّق بهذه الدقة والتفصيل واحدة من حوادث المناجم التي تشهدها ميانمار، يشير الباحثون بإصبع الاتهام إلى دور سوء الإدارة والتخطيط في تأجيج المأساة، فلم يكن الأمر قاصرًا على الأمطار الموسمية التي نُسب إليها في البداية سبب الكارثة. جاء ذلك بعد أن عمد فريق من الباحثين الدوليين إلى تحليل البيانات المُجمَّعة من خلال الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بُعد لمنجم واي كار لتعدين أحجار اليشم، حيث أسفر انهيار أرضي في يوليو 2020 عن مصرع ما يربو على 170 شخصًا. وفضلًا عن أن تلك النتائج تُسلِّط الضوء على أسباب الفاجعة، التي لم يُسبر غورُها بالكامل بعد، فإن الأمل يحدو الباحثين في أن تساعد على توثيق انهيارات المناجم، وتُحسِّن تخطيط المواقع في كل من ميانمار وغيرها من البلاد التي لا تخلو من حوادث المناجم بين الحين والآخر.

المرجع: ورقة بحثية نُشرت في دورية أي إس بي آر إس جورنال أوف فوتوجرمتري أند ريموت سينسينج ISPRS Journal of Photogrammetry and Remote Sensing عمال في موقع الانهيار الأرضي في منجم واي كار في ماينمار. مقتل مئات الأشخاص جرّاء انهيار أرضي في منجم واي كار المفتوح بالثاني من يوليو 2020. (Zaw Moe Htet/AFP via Getty) المركبة الطوافة "تشورونج" ترسل أول مقاطع فيديو وصوت نشرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية مقطع فيديو مثيرًا للمركبة الطوافة "تشورونج" في أثناء هبوطها على سطح كوكب المريخ. ويُظهر الفيديو فتح مظلة وإطلاقها، يليه مشهد لسطح الكوكب بينما تحلق المركبة الإنزال بحثًا عن نقطة آمنة للهبوط. ويتضمن فيديو آخر تسجيلًا صوتيًا للحظة إطلاق المركبة "تشورونج" لمنصة الهبوط. ومن شأن التسجيل الصوتي أن يمنح العلماء فرصة مقارنة البيانات الصوتية مع تلك التي جمعتها المركبة الطوافة "بيرسيفريرانس" التابعة لوكالة "ناسا".

الصين تقضي على الملاريا لديها أُعلنت الصين -التي كانت تعاني من 30 مليون إصابة بالملاريا سنويًا منذ أربعينيات القرن الماضي- دولة خالية من المرض رسميًا. ومن ضمن الابتكارات التي ساعدت على تحقيق هذا الإنجاز، العمل الذي قام به اختصاصي الكيمياء الدوائية، تو يويو، لتطوير علاج للملاريا باستخدام مادة أرتيميسينين، والذي نال عنه جائزة نوبل. وتأتي الصين في الترتيب الأربعين بين الدول التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية كدولة خالية من مرض الملاريا، وهو ما يتطلب ثلاث سنوات متتالية على الأقل دون تسجيل أي إصابات محلية.

تحقيقات وتعليقات

في ظل الجائحة.. صحة الطلاب النفسية في مهبّ الريح
يعاني طلاب الدراسات العليا حول العالم من اضطرابات نفسية، تشمل الاكتئاب والقلق، بمعدَّلات تدعو إلى الانزعاج. وبالتعاون مع "مؤسسة جِد" Jed Foundation، المعنية بالحفاظ على الصحة النفسية للمراهقين والشباب، أصدر "مجلس كليات الدراسات العليا" بالولايات المتحدة تقريرًا يسلط الضوء على بعض الأسباب، ومنها: الافتقار إلى التوجيه والإرشاد، وقلة الخدمات الاستشارية المتاحة للطلاب، وعدم توافر فُرص تدريبية كافية لأصحاب المِهَن غير الأكاديمية. ويقول طلاب الدراسات العليا إن من بين العوامل المؤدية إلى تفشّي هذه الظاهرة: ضغط العمل، وبيئات العمل التي تسودها أجواء غير ودّية، والاغتراب (أي العَيش في بلد أجنبي). والكلُّ يُجمِع على أن مسؤولية اتخاذ خطوات من شأنها الحفاظ على صحة الطلاب النفسية لا تقع على كاهل الطلاب وحدهم؛ إذ "لا يستقيم أن تشرع في تجفيف الأرضية بينما الصنبور لا يزال مفتوحًا"، على حد قول كاتيا ليفيك، الباحثة المتخصصة في علم النفس والقانون، في إشارةٍ إلى أنه لا يصح التعامل مع أعراض المشكلة، والتغافل عن مصدرها. وتابعت بقولها: "قد يتعيَّن على المرء أن يسعى إلى تعزيز صلابته النفسية، وخلق دوافع جديدة، والتخطيط لتحمُّل أعباء العمل على نحوٍ أفضل؛ إلا أن هذا كله لا يعالج الأسباب الهيكلية المؤدية إلى تدمير الصحة النفسية".

واقرأ في "نيتشر الطبعة العربية": الإنهاكُ الناجمُ عن الجائحة يتفشى في الأوساط الأكاديمية (مدة القراءة: 15 دقيقة) المرجع: تقرير أصدره "مجلس كليات الدراسات العليا"، بالتعاون مع "مؤسسة جِد" مستقبليات: تفقَّد جيوبك هل حدث أن تركت شيئًا مهمًا في جيوب ثيابك قبل أن تضعها في غسالة الملابس؟ في قصة قصيرة جديدة من سلسلة "مستقبليات" في دورية Nature نقرأ كيف تحوَّلت واقعة نسيان ساحر لخطأ خطير ومضحك في ذات الوقت.

حيث أعمل كيت جيكلي تتمعن في حوض محاكاة داخل مختبرها حيث نقلت فيه شعاب مرجانية من الحيد المرجاني العظيم لرصد حدث التكاثر الجماعي السنوي. على مدار أيام قليلة ومحددة من شهري أكتوبر أو نوفمبر من كل عام، تفرز الشعاب المرجانية في الحيد المرجاني العظيم عدَّة ملايين من البويضات والحيوانات المنوية في المياه قبالة ساحل ولاية كوينزلاند بأستراليا، خلال حدث تكاثر جماعي، كتبت عنه كيت كيجلي، اختصاصية علم الإيكولوجيا الجزيئي التكاملي، قائلة: "تنقل أبحاثي هذا الحدث المثير إلى داخل حوض محاكاة البحار الوطني التابع لمعهد الأحياء البحرية الأسترالي"، وتستطرد قائلة: "وفي هذه الصورة التي التُقطت في نوفمبر من عام 2019، أنظر بلهفة وإمعان إلى داخل الحوض ترقبًا لهذا الحدث الجلل الذي يشبه رقصة". وتهدف كيجلي وزملاؤها إلى تحديد ما إذا كان الانتخاب الاصطناعي للشعاب المرجانية في مرابي برية قد يساعد على تعزيز قدرة هذه الكائنات على الصمود في وجه الاحترار العالمي"، أم لا. وتوضّح كيجلي ذلك قائلة: "يمكن أن يمهلنا الانتخاب الاصطناعي بعض الوقت للسيطرة على المشكلة التي يواجهها الحيد المرجاني، لكنه ليس حلًا سحريًا"، وتعلل لذلك بقولها: "قد تنضب القدرة على احتمال الحرارة التي تنشأ بفضل التنوع الجيني الطبيعي، إذا استمرَّت درجات الحرارة في الارتفاع سريعًا". (نيتشر | مدة القراءة: 3 دقائق) (Juergen Freund) مقولة الأسبوع "ثمة تعبير في اللغة الأيرلندية يقول: بلد بلا لغة هو بلد بلا روح. وكما هي الحال بالنسبة للبلاد، يحتاج العلم إلى أن يعكس التنوع اللغوي لعموم السكان". يقول اختصاصي علم المناعة الفيروسية، جيمي ساجرو، إن طلاقته في اللغة الأيرلندية جاءت بفائدة مدهشة في أثناء برنامج حصوله على درجة الدكتوراه. (نيتشر | مدة القراءة: 5 دقائق) تمت ترجمة هذا البريد الإلكتروني من النشرة الإخبارية التي تنشرها مجلة Nature يوميًا. يمكنكم إرسال تعليقاتكم وأسئلتكم إلى البريد الإلكتروني التالي: nae.briefing@nature.com

Nature Research, part of Springer Nature. © 2021 Springer Nature Limited. All rights reserved. 06/07/2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خلايا النحل السوداء المميزة لـ "غابة العسل" في تركيا

مستحضرات تجميل من العسل

يبني النحل أقراص العسل من أعلى إلى أسفل.